الصين تطالب بفرض رقابة على غوغل

بكين 13 يناير 2010 (شينخوا) طالبت سلطات الانترنت بالصين اليوم (الاربعاء) شركة محرك البحث ((جوجل)) بتوضيح موقفها والمزيد من المعلومات عن بيانها الذي صرحت فيه انها تخطط للانسحاب من البلاد، بحسب ما ذكره مسئول بمكتب الاعلام لمجلس الدولة الصيني.

وجاءت تلك التصريحات على لسان المسئول الصيني رفيع المستوى، الذي طلب عدم ذكر اسمه، خلال حديث له على الهاتف لوكالة الانباء الصينية ((شينخوا)) بعد ان بث ديفيد دراموند، رئيس القسم القانوني والتنمية المؤسسية بجوجل، بيانا على المدونة الرسمية للشركة ذكر فيه ان الشركة "ستقيم جدوى عملياتنا التجارية بالصين".

وقال المسئول الصيني انه "لا يزال من الصعب القول ما اذا كانت ((جوجل)) ستغادر الصين ام لا، حيث لا يعلم احد ذلك بعد"، ورفض الكشف عن المزيد من المعلومات ولكن تعهد بمتابعة الموضوع واجراء مزيد من المقابلات اذا كان ذلك ممكنا.

ومن جانبه قال شي وي، نائب مدير مركز تقارير المعلومات غير القانونية على الانترنت بالصين، لشينخوا "انا اسف ولكني لا استطيع ان اقول اي شئ، فليست لدي اي معلومات واضحة في هذا الصدد".

وتسبب رحيل ((جوجل)) المحتمل من الصين في ظهور مخاوف حوالي 700 شخص يشكلون طاقم العمل الصيني بمحرك البحث الاشهر في العالم من فقدان وظائفهم.

وصرح احد الموظفين الصينيين بمكتب ((جوجل)) ببكين، ورفض الكشف عن اسمه، "قيل لنا ان جوجل قد تترك الصين وذلك خلال اجتماع عام صباح اليوم (الاربعاء) وجميعنا نشعر بالحزن الشديد" بعد سماع ذلك.

وذكر بيان دراموند ان نزاعات جوجل مع الحكومة والهجمات غير معروفة المصدر التي تستهدف خدمات جوجل في الصين اجبرت الشركة على اجراء تلك المراجعة.

وبرغم ذلك لا يزال موقع Google.cn يبث تحذيرا مكتوبا على النواحي البحثية اعتبارا من الساعة السادسة والربع مساء اليوم (الاربعاء) حيث يقول "طبقا للقوانين واللوائح والسياسات المحلية لن تظهر بعض نتائج البحث".

وكانت الحكومة الصينية قد وجهت اللوم الى ((جوجل)) بسبب اظهاره الكثير من الروابط التي تدخل على مواقع اباحية مما يخرق القانون.

واشار بيان دراموند ايضا الى احتمال ان "تغلق جوجل موقع Google. cn وايضا مكاتبنا في الصين".
وفي رد قصير على ما وجهته شينخوا من اسئلة الاربعاء قال مسئول العلاقات العامة بجوجل الصين، وطلب هو ايضا عدم ذكر اسمه، "نحن فخورون بما حققناه من انجازات في الصين، ففي الوقت الحالي هم يقيمون الوضع ويأملون في التوصل لقرار".

واشار بيان دراموند ايضا الى ان جوجل ستحاول التفاوض مع الحكومة الصينية "لمزيد من شروط اقل صرامة لتشغيل الخدمة بالصين.

ومن جانبه قال قوه كه، استاذ الاعلام بجامعة الدراسات الدولية بشانغهاي، انه "من المستحيل" على جوجل ان تنسحب من الصين كما انه "من المستحيل على الحكومة الصينية ان تتنازل عن حقها في ادارة الموقع على شبكة الانترنت".

وقال قوه "لن يكون هناك اي فارق للحكومة اذا انسحبت جوجل من الصين، ولكن الطرف المتضرر في هذا المعادلة الافتراضية سيكون جوجل التي ستعاني من خسارة اقتصادية كبيرة اذا غادرت السوق الصيني".

وبحسب ما ذكرته مجموعة اي سيرش الاستشارية، وصل حجم سوق محرك البحث الصيني الى حوالي سبعة مليارات يوان (مليار دولار امريكي) في عام 2009 وكان نصيب جوجل 32.8 في المائة من العائدات خلال الربع الثالث من العام فيما حصل محرك البحث المحلي الصيني بايدو على 63.8 في المائة.

واضاف قوه "اعتقد ان جوجل تلعب لعبة القط والفأر وتحاول ان تستغل غضب رواد الانترنت وخيبة املهم كثقل لها في هذا الموقف".

ويمثل ملايين الصينيين جمهورا عريضا ومستخدمين دؤوبين لجوجل وخدماته مثل جيميل وجيتوك وبيكاسا، الا جانب اعتماد الكثير من الصحفيين الصينيين، ومثلهم في ذلك مثل صحفيين من اي بلد اخر، على وثائق جوجل لحفظ المعلومات المفيدة والاتصالات.

وحتى الان كانت هناك بضعة تعليقات من شركات الانترنت الصينية او الهيئات الحكومية ذات الصلة.

ومن جانبها قالت تشانغ يي، احد الموظفين في Baidu.com وهو محرك بحثي يمثل المنافس الاكبر لجوجل في الصين، قالت في تصريحات لشينخوا انها سمعت ببيان جوجل ولكنها لن تعلق عليه.

وقال مسئول بوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية ان المتحدث باسم الوزارة لم يكن متاحا للتعليق على البيان.

ومن جانبه قال ليو دان، الباحث باحدى بيوت الخبرة ببكين، في تصريحات لمركز تنمية صناعة المعلومات، لو انسحبت جوجل فستترك ثقبا كبيرا في السوق لن تستطيع ملئه محركات البحث الاخرى بالصين.

واضاف ليو ان "السوق الصيني يرحب بالتنافس ولكن ربما يجب على جوجل ايضا ان تفكر في كيفية التكيف مع الصين دون بدلا من استمرارها في العمل بطريقتها الامريكية دون ابداء المرونة".



شبكة الصين / 14 يناير 2010 /